الجمعة، 12 يونيو 2009

الصرخة





أكتب هذه الكلمات الآن بعد أنا تعرضت لتجربة اغتصاب كما وصفتها الأديبة آيوشة فى مدونتها تخاريف وأحاسيس عيوشة أكتب هذه الكلمات الآن بعد أن تجاوزت الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل وها أنا ذا أجلس وحيداً ذليلاً ضعيفاً لا اقوى على الحراك أشعر بغصة فى حلقى أشعر بغضاضة فى نفسى ليس لها مثيل


فلماذا أجس وحيداً ذليلاً هكذا


لماذا كلما وضعت الطعام لا أجد من يشاركنى إياه فأظل أذكر تلك اللحظات التى قضيتها مع زوجتى رحيق حياتى كلما تشاركنا طعامنا معاً فأنغمس فى تلك الذكريات حتى يفقد الطعام شهوته فأضع أولى لقيماتى فى فمى طامعاً بأن أتزوق طعم الحياة فإذا به طعم غص مرير تفوح منه رائحة الوحدة تلك الرائحة الكريهة المنفرة التى تشعرك وكأنك غير مرغوب فيك فى هذه الحياة قد لفظتك الدنيا لتسقط صريعاً بين يدى اليأس والإحباط كما قالت الأديبة آيوشة.



لماذا أجلس وحيداً


فى بلد ليس لى فيها أم ولا أب ولا زوجة ولا أخ فى بلد رحلت إليها مكرهاً ليس طمعاً فى تحسين مستوى المعشة بل طمعاً فى المعيشة نفسها ولكن .... وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه من لكن هذه


هل تسوى الغربة كل هذا العناء

وانا الذى كلما ضاقت بى الحياة كنت أجرى مهرولاً إلى أمى لأدفن رأسى فى صدرها ولتربت هى على ظهرى بيدها ويدها الأخرى تجرى منسلة بين خصلات شعرى وأبكى .... لا وربى لم يكن هذا بكاءاً بل كان إنهياراً بل كانت دموعى تنهمر كالشلالات لتصب فى نهر الحنان الذى غمرتنى به أمى فلا يمتلئ هذا النهر أبداً على الرغم من غزارة الماء ولو استمر هذا الماء إلى أبد الآبدين ما أمتلأ النهر أبداً بل زاد من قدرته على استيعاب الماء المنهمر وكانت أمى تردد آيات من القرآن فى أذنى وتسمعنى تلك الكمات (أنا عارفة يابنى إنك تعبت كتير فى الدنيا بس معلش يابنى أستحمل وإن شاء ربنا هايكرمك آخر كرم وتبقى تقول أمى قالت) نعم أمى قالت وصدقها الله لقد أكرمنى الله بزوجة لم أكن لأحلم بمثلها فى يوم من الأيام فهى تفوق أحلامى كشاب يطمح إلى الكمال


ولكن ...... وآآآآآآآآه من لكن هذه




أين هى الأم الآن وأين هى الزوجة بل أين هو الصديق فى بلد تحول كل سكانه إلى تماثيل جوفاء خالية من المشاعر لا يأبه من به إلا لنفسه أين هم جيرانى أين هم أصدقائى أين هى جلسات السمر التى كانت تجمعنى بالأصدقاء أين هم هؤلاء الأصدقاء الذين كانوا يهرعون لنجدتى إذا فقط شعروا إننى لست على ما يرام وكانوا لا يتركوننى إلا وقد علت ضحكاتى معلنة للحياة إننى أسخر منها وإنها صغيرة هينة وقد من الله علي بمثل هؤلاء الأصدقاء




آآآآآآآآآآآآآآه من الغربة فقد جرحتنى بقساوتها جرحتنى جرحاً لا يندمل ولا تنسنيه الأيام وكل من يرى وجهى يرى فيه تلك الصورة المنعكسة من المرآة المكسورة


والله يا مصر لولا أن حكامك أخرجونى منك ما خرجت

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه


هناك 3 تعليقات:

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

كلنا في الهم شركاء
أنصحك بعمل عمرة تغسل الكثير من همومك و تزيح عن صدرك هم الغربة إلى حين
و ضاقت فلما إستحكمت حلقاتها فرجت و كنت أظنها لا تفرج
إصبر و ما صبرك إلا بالله

Me7'o يقول...

آدينى صابر آهوه يا هندسة
والله بعد ما كلمتك فكيت خالص
وربنا يصبرنى ويصبرك إن شاء الله
بس إنت لسه هاتتجوز إن شاء الله
أنا بقى متجوااااااااااااااااااااااااااااز

فرق كبير بينك وبين غيرك فرق كبير

هههههههههه

تحياتى

الست فرويد يقول...

اه
وجعتى لى قلبى